يستشكل الاضل سبيلا على كلمة (بيديَّ) فيقولون ان المجاز لا يُثنى فلا يمكن ان نقول (بقدرتيَّ) وهم بذلك يتبعون خريط السنة والشيعة في اتهام القران ان فيه مجاز والمجاز في الاصطلاح هو صرف اللفظ عن معناه الظاهر الى معنى مرجوح بقرينة يعني لا يقصد معناه الحرفي …
– وبهذا فان الاضل سبيلا يتهمون الله انه قاصر بالتعبير لغويا فهو كالبشر لا يعرف ايصال المعنى الحقيقي الا بصرف اللفظ الى معنى لا يقصد الحقيقة منه وانما المجاز واللطيف والمثير للسخرية ان الملحد يتبع قوانين السنة والشيعة فنجده يرفع قاعدة الاجماع كدليل وكأن الحق يُثبت بالاجماع وليس بالحجة!!
والاضل سبيلا هنا يفهم ان يدي يعني اليد الجارحة يعني الكف ذات الاصابع مع ان كلمة يد في اللسان العربي تعني القوة والسلطة قال تعالى:
﴿إِنَّ الَّذينَ يُبايِعونَكَ إِنَّما يُبايِعونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوقَ أَيديهِم فَمَن نَكَثَ فَإِنَّما يَنكُثُ عَلى نَفسِهِ وَمَن أَوفى بِما عاهَدَ عَلَيهُ اللَّهَ فَسَيُؤتيهِ أَجرًا عَظيمًا﴾ [الفتح: ١٠]
فالاية اعلاه تعني ان قوة الله وسلطته فوق قوة وسلطة من نكث العهود والاضل سبيلا يعرف ذلك ولكنه كافر يريد تبرير كفره … وهناك امثلة حتى في لغة البشر يعنون باليد القوة والسلطة فنحن عندما نقول (بنيت الدولة بايادي المواطنين) لا نعني انهم استخدموا اكفهم بل يعني انهم استخدموا قوتهم وسيطرتهم على الانتخابات والصحافة وغيرها في بناء الدولة وعندما نقول (يد الحكومة) فلا نعني ان للحكومة كف واصابع بل نعني انها سلطة الحكومة او قوتها …
فالله عندما يقول (بيدي) لا يعني (باكفه) او ان الله عنده اصابع وأكف مثل البشر بل تعني بقوى الله وهي قوى متعددة وليست قوة واحدة فالله يملك كل انواع القوى والسيطرة فالله يستخدم الملائكة والبشر في الخلق ايضا وهي قوى تختلف عن قوة الله ولكنها تأتمر بأوامر الله رب العالمين قال تعالى:
﴿ثُمَّ خَلَقنَا النُّطفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقنَا العَلَقَةَ مُضغَةً فَخَلَقنَا المُضغَةَ عِظامًا فَكَسَونَا العِظامَ لَحمًا ثُمَّ أَنشَأناهُ خَلقًا آخَرَ فَتَبارَكَ اللَّهُ أَحسَنُ الخالِقينَ﴾ [المؤمنون: ١٤]
فالاية تثبت ان هناك خالقين يأتمرون بأمر الله لهم السلطة والقوة بخلق البشر مثل امك وابوك فهم قوتين من ضمن مجموعة قوى مصممة ان تخلق فامك وابوك خلقوك بأمر الله تعالى وهناك ايات اخرى تؤكد ان رب الملائكة له القدرة على الجعل ايضا قال تعالى:
﴿وَإِذ قالَ رَبُّكَ لِلمَلائِكَةِ إِنّي جاعِلٌ فِي الأَرضِ خَليفَةً قالوا أَتَجعَلُ فيها مَن يُفسِدُ فيها وَيَسفِكُ الدِّماءَ وَنَحنُ نُسَبِّحُ بِحَمدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قالَ إِنّي أَعلَمُ ما لا تَعلَمونَ﴾ [البقرة: ٣٠]
فرب الملائكة هنا قوة يأتمر بأمر الله تعالى ومصمم ان يجعل ادم خليفة في الارض.
فقضية المجاز خرافة اخترعها السنة والشيعة ويمشي على اثرها الملحدين واللادينيين فالمجاز خرافة ومن يقول ان القران فيه مجاز فهم يتهم الله بالاعتباط والقصور.
فكلمة #يد او #يدي لا تعني كف او اكفف بل تعني سلطة او سلطات، قدرة او قدرات، قوة او قوى فالله لا يستخدم المجاز لان الله حق لا يصدر منه الا الحق والمجاز اعتباط لا يُعتبر حق …