يدّعي السُنة والشيعة ان لولا كتب الاحاديث والروايات التي عندهم لما حُفظت الصلاة ولما استطاع احدنا اليوم ان يصلي كما صلى النبي عليه الصلاة والسلام ولكن هذا الادعاء هو ادعاء لا صحة له لسببين:
الاول ان الصلاة باركانها وتعريفاتها وتوقيتاتها ذُكرت في القران ولكن الظاهر اصحاب الدعوى هجروا القران فهم مصداق لقول الله تعالى:
﴿وَقالَ الرَّسولُ يا رَبِّ إِنَّ قَومِي اتَّخَذوا هذَا القُرآنَ مَهجورًا﴾ [الفرقان: ٣٠]
السبب الثاني ان الناس ظلت تُصلي كما كان النبي يُصلي لمئات السنين قبل وجود كتب السُنة والشيعة فأقدم كتاب للحديث يتكلم عن الصلاة ظهر بعد أكثر من 200 سنة من وفاة النبي وبدون وجود أي أحد من الذين صاحبوا النبي في حياته فكيف صلى الناس حينها وكوال هذه المدة؟ الجواب أن أركان الصلاة كالقران تتابعت بين الأمة دون الحاجة الى كاهن يحفظها.
فحتى إدعائهم في ان كتبهم وجدت الجواب لكيفية الصلاة هو إدعاء غير صحيح فصلاة السُنة بينهم لا تتطابق 100% فالحنفية لا يتكتفون كما يتكتف الشافعية ولا الشافعية يتكتفون كما يتكتف الحنابلة لا بل المالكية لا يتكتفون اصلا فهم يصلون مسبلين كالشيعة اما الشيعة فلا يشبهون السُنة حتى في الآذان وتفاصيله ولا يتفقون في مبطلات الوضوء او الصلاة.
وحتى نُغلق هذا الملف نهائيا ونرد عليهم بما هجروه فاننا نقول أن النبي محمد عليه الصلاة والسلام أخذ صلاته من القران وطبقها عمليا ونقل الناس عنه ما فعله بالتتابع وليس عن طريق كتب الحديث والرواية ولم تكن صلاته بشكل واحد ولكن باركان ثابتة فكل ما نريده عنها موجود في القران فاركان الصلاة الحركية من القران هي:
التوجه للقبلة، الاغتسال او الوضوء، القيام، الركوع، السجود، التسليم، الدعاء، عدد الركعات، مواقيت الصلاة.
التوجه للقبلة قال تعالى:
﴿قَد نَرى تَقَلُّبَ وَجهِكَ فِي السَّماءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبلَةً تَرضاها فَوَلِّ وَجهَكَ شَطرَ المَسجِدِ الحَرامِ وَحَيثُ ما كُنتُم فَوَلّوا وُجوهَكُم شَطرَهُ وَإِنَّ الَّذينَ أوتُوا الكِتابَ لَيَعلَمونَ أَنَّهُ الحَقُّ مِن رَبِّهِم وَمَا اللَّهُ بِغافِلٍ عَمّا يَعمَلونَ﴾ [البقرة: ١٤٤]
المسجد الحرام هو القبلة للصلاة وهو في مكة قال تعالى:
﴿وَهُوَ الَّذي كَفَّ أَيدِيَهُم عَنكُم وَأَيدِيَكُم عَنهُم بِبَطنِ مَكَّةَ مِن بَعدِ أَن أَظفَرَكُم عَلَيهِم وَكانَ اللَّهُ بِما تَعمَلونَ بَصيرًا هُمُ الَّذينَ كَفَروا وَصَدّوكُم عَنِ المَسجِدِ الحَرامِ وَالهَديَ مَعكوفًا أَن يَبلُغَ مَحِلَّهُ وَلَولا رِجالٌ مُؤمِنونَ وَنِساءٌ مُؤمِناتٌ لَم تَعلَموهُم أَن تَطَئوهُم فَتُصيبَكُم مِنهُم مَعَرَّةٌ بِغَيرِ عِلمٍ لِيُدخِلَ اللَّهُ في رَحمَتِهِ مَن يَشاءُ لَو تَزَيَّلوا لَعَذَّبنَا الَّذينَ كَفَروا مِنهُم عَذابًا أَليمًا﴾ [الفتح: ٢٤-٢٥]
واذا كان هناك شك في القبلة واين مكانها كما يحاول البعض ترويجه اليوم فالله تعالى قال:
﴿وَلِلَّهِ المَشرِقُ وَالمَغرِبُ فَأَينَما تُوَلّوا فَثَمَّ وَجهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ واسِعٌ عَليمٌ﴾ [البقرة: ١١٥]
الوضوء او الاغتسال ومبطلاته قال تعالى:
﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا إِذا قُمتُم إِلَى الصَّلاةِ فَاغسِلوا وُجوهَكُم وَأَيدِيَكُم إِلَى المَرافِقِ وَامسَحوا بِرُءوسِكُم وَأَرجُلَكُم إِلَى الكَعبَينِ وَإِن كُنتُم جُنُبًا فَاطَّهَّروا وَإِن كُنتُم مَرضى أَو عَلى سَفَرٍ أَو جاءَ أَحَدٌ مِنكُم مِنَ الغائِطِ أَو لامَستُمُ النِّساءَ فَلَم تَجِدوا ماءً فَتَيَمَّموا صَعيدًا طَيِّبًا فَامسَحوا بِوُجوهِكُم وَأَيديكُم مِنهُ ما يُريدُ اللَّهُ لِيَجعَلَ عَلَيكُم مِن حَرَجٍ وَلكِن يُريدُ لِيُطَهِّرَكُم وَلِيُتِمَّ نِعمَتَهُ عَلَيكُم لَعَلَّكُم تَشكُرونَ﴾ [المائدة: ٦]
القيام قال تعالى:
﴿وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيلِ إِنَّ الحَسَناتِ يُذهِبنَ السَّيِّئَاتِ ذلِكَ ذِكرى لِلذّاكِرينَ﴾ [هود:١١٤]
وقال:
﴿أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلوكِ الشَّمسِ إِلى غَسَقِ اللَّيلِ وَقُرآنَ الفَجرِ إِنَّ قُرآنَ الفَجرِ كانَ مَشهودًا﴾ [الإسراء: ٧٨]
وقال:
﴿اتلُ ما أوحِيَ إِلَيكَ مِنَ الكِتابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنهى عَنِ الفَحشاءِ وَالمُنكَرِ وَلَذِكرُ اللَّهِ أَكبَرُ وَاللَّهُ يَعلَمُ ما تَصنَعونَ﴾ [العنكبوت: ٤٥]
وقال:
﴿وَقَرنَ في بُيوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجنَ تَبَرُّجَ الجاهِلِيَّةِ الأولى وَأَقِمنَ الصَّلاةَ وَآتينَ الزَّكاةَ وَأَطِعنَ اللَّهَ وَرَسولَهُ إِنَّما يُريدُ اللَّهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرِّجسَ أَهلَ البَيتِ وَيُطَهِّرَكُم تَطهيرًا﴾[الأحزاب: ٣٣]
وقال:
﴿حافِظوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الوُسطى وَقوموا لِلَّهِ قانِتينَ﴾ [البقرة: ٢٣٨]
الركوع قال تعالى:
﴿وَأَقيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَاركَعوا مَعَ الرّاكِعينَ﴾ [البقرة: ٤٣]
وقال:
﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اركَعوا وَاسجُدوا وَاعبُدوا رَبَّكُم وَافعَلُوا الخَيرَ لَعَلَّكُم تُفلِحونَ ۩﴾ [الحج: ٧٧]
وقال:
﴿وَإِذا قيلَ لَهُمُ اركَعوا لا يَركَعونَ﴾ [المرسلات: ٤٨]
السجود بعد الركوع قال تعالى:
﴿وَإِذ جَعَلنَا البَيتَ مَثابَةً لِلنّاسِ وَأَمنًا وَاتَّخِذوا مِن مَقامِ إِبراهيمَ مُصَلًّى وَعَهِدنا إِلى إِبراهيمَ وَإِسماعيلَ أَن طَهِّرا بَيتِيَ لِلطّائِفينَ وَالعاكِفينَ وَالرُّكَّعِ السُّجودِ﴾ [البقرة: ١٢٥]
التسليم قال تعالى:
﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا صَلّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسليمًا﴾ [الأحزاب: ٥٦]
الدعاء والتسبيح والتعظيم في الصلاة قال تعالى:
﴿إِنَّما يُؤمِنُ بِآياتِنَا الَّذينَ إِذا ذُكِّروا بِها خَرّوا سُجَّدًا وَسَبَّحوا بِحَمدِ رَبِّهِم وَهُم لا يَستَكبِرونَ ۩﴾ [السجدة: ١٥]
وقال:
﴿سَبِّحِ اسمَ رَبِّكَ الأَعلَى﴾ [الأعلى: ١]
وقال:
﴿فَسُبحانَ اللَّهِ حينَ تُمسونَ وَحينَ تُصبِحونَ﴾ [الروم: ١٧]
وقال:
﴿اللَّهُ لا إِلهَ إِلّا هُوَ رَبُّ العَرشِ العَظيمِ ۩﴾ [النمل: ٢٦]
وقال:
﴿قُل أَمَرَ رَبّي بِالقِسطِ وَأَقيموا وُجوهَكُم عِندَ كُلِّ مَسجِدٍ وَادعوهُ مُخلِصينَ لَهُ الدّينَ كَما بَدَأَكُم تَعودونَ﴾ [الأعراف: ٢٩]
عدد الركعات قال تعالى:
﴿وَإِذا ضَرَبتُم فِي الأَرضِ فَلَيسَ عَلَيكُم جُناحٌ أَن تَقصُروا مِنَ الصَّلاةِ إِن خِفتُم أَن يَفتِنَكُمُ الَّذينَ كَفَروا إِنَّ الكافِرينَ كانوا لَكُم عَدُوًّا مُبينًا﴾ [النساء: ١٠١]
نرى ان اقل عدد للركعات هي ركعتين لان القصر لا يكون في الركعة الواحدة اما اعلى عدد في الركعات فالله لم يحدده فهو متروك للانسان وحاجته للصلاة وقد اختار النبي العدد الذي نعرفه الان (اثنان للفجر واربعة للظهر واربعة للعصر وثلاثة للمغرب واربعة للعشاء) لانه كان يتناسب معه ومع ظروف قومه وحاجتهم حينها وليس هناك في القران ما ينهانا من اتباع منهجه في العدد اليوم او الزيادة عليه.
اوقات الصلاة قال تعالى:
﴿فَإِذا قَضَيتُمُ الصَّلاةَ فَاذكُرُوا اللَّهَ قِيامًا وَقُعودًا وَعَلى جُنوبِكُم فَإِذَا اطمَأنَنتُم فَأَقيمُوا الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ كانَت عَلَى المُؤمِنينَ كِتابًا مَوقوتًا﴾ [النساء: ١٠٣]
صلاة الفجر قال تعالى:
﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا لِيَستَأذِنكُمُ الَّذينَ مَلَكَت أَيمانُكُم وَالَّذينَ لَم يَبلُغُوا الحُلُمَ مِنكُم ثَلاثَ مَرّاتٍ مِن قَبلِ صَلاةِ الفَجرِ وَحينَ تَضَعونَ ثِيابَكُم مِنَ الظَّهيرَةِ وَمِن بَعدِ صَلاةِ العِشاءِ ثَلاثُ عَوراتٍ لَكُم لَيسَ عَلَيكُم وَلا عَلَيهِم جُناحٌ بَعدَهُنَّ طَوّافونَ عَلَيكُم بَعضُكُم عَلى بَعضٍ كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآياتِ وَاللَّهُ عَليمٌ حَكيمٌ﴾ [النور: ٥٨]
وقال:
﴿وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيلِ إِنَّ الحَسَناتِ يُذهِبنَ السَّيِّئَاتِ ذلِكَ ذِكرى لِلذّاكِرينَ﴾ [هود: ١١٤]
صلاة الظهر قال تعالى:
﴿وَلَهُ الحَمدُ فِي السَّماواتِ وَالأَرضِ وَعَشِيًّا وَحينَ تُظهِرونَ﴾ [الروم: ١٨]
وقال:
﴿أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلوكِ الشَّمسِ إِلى غَسَقِ اللَّيلِ وَقُرآنَ الفَجرِ إِنَّ قُرآنَ الفَجرِ كانَ مَشهودًا﴾ [الإسراء: ٧٨]
صلاة العصر قال تعالى:
﴿وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيلِ إِنَّ الحَسَناتِ يُذهِبنَ السَّيِّئَاتِ ذلِكَ ذِكرى لِلذّاكِرينَ﴾ [هود: ١١٤] وقال:
﴿فَاصبِر عَلى ما يَقولونَ وَسَبِّح بِحَمدِ رَبِّكَ قَبلَ طُلوعِ الشَّمسِ وَقَبلَ غُروبِها وَمِن آناءِ اللَّيلِ فَسَبِّح وَأَطرافَ النَّهارِ لَعَلَّكَ تَرضى﴾ [طه: ١٣٠]
صلاة المغرب قال تعالى:
﴿فَسُبحانَ اللَّهِ حينَ تُمسونَ وَحينَ تُصبِحونَ﴾ [الروم: ١٧]
وقال:
﴿وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيلِ إِنَّ الحَسَناتِ يُذهِبنَ السَّيِّئَاتِ ذلِكَ ذِكرى لِلذّاكِرينَ﴾ [هود: ١١٤]
صلاة العشاء قال تعالى:
﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا لِيَستَأذِنكُمُ الَّذينَ مَلَكَت أَيمانُكُم وَالَّذينَ لَم يَبلُغُوا الحُلُمَ مِنكُم ثَلاثَ مَرّاتٍ مِن قَبلِ صَلاةِ الفَجرِ وَحينَ تَضَعونَ ثِيابَكُم مِنَ الظَّهيرَةِ وَمِن بَعدِ صَلاةِ العِشاءِ ثَلاثُ عَوراتٍ لَكُم لَيسَ عَلَيكُم وَلا عَلَيهِم جُناحٌ بَعدَهُنَّ طَوّافونَ عَلَيكُم بَعضُكُم عَلى بَعضٍ كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآياتِ وَاللَّهُ عَليمٌ حَكيمٌ﴾ [النور: ٥٨]
وقال:
﴿أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلوكِ الشَّمسِ إِلى غَسَقِ اللَّيلِ وَقُرآنَ الفَجرِ إِنَّ قُرآنَ الفَجرِ كانَ مَشهودًا﴾ [الإسراء: ٧٨]
نزلت اوقات الصلاة في القران مرتين اولا في سورة الاسراء قال تعالى:
﴿أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلوكِ الشَّمسِ إِلى غَسَقِ اللَّيلِ وَقُرآنَ الفَجرِ إِنَّ قُرآنَ الفَجرِ كانَ مَشهودًا﴾ [الإسراء: ٧٨]
فكانت الصلاة مرة ظهرا واخرى عند العشاء.
ومن ثم اضيف عليها ثلاثة اوقات في سورة هود قال تعالى:
﴿وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيلِ إِنَّ الحَسَناتِ يُذهِبنَ السَّيِّئَاتِ ذلِكَ ذِكرى لِلذّاكِرينَ﴾ [هود: ١١٤]
فاضيف الصبح والعصر والمغرب وهذا يؤكد ان للانسان الحرية في الصلاة مرتين او ثلاث او يجمعهن بخمس مرات كما فعل النبي وحسب ظروفه المعيشية.
الصلاة كما تقدم دعاء وحمد وشكر وتعظيم وتوحيد لله تعالى فما يُقال في القيام والركوع والسجود لا يتعدى هذه الامور فتلاوة القران ومنها سورة الفاتحة هي دعاء لله تعالى وبما انها فاتحة الكتاب فهي فاتحة الصلاة ايضا لان الصلاة ايضا كتاب موقوت.
قال تعالى:
﴿فَإِذا قَضَيتُمُ الصَّلاةَ فَاذكُرُوا اللَّهَ قِيامًا وَقُعودًا وَعَلى جُنوبِكُم فَإِذَا اطمَأنَنتُم فَأَقيمُوا الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ كانَت عَلَى المُؤمِنينَ كِتابًا مَوقوتًا﴾ [النساء: ١٠٣]
والله أعلى وأعلم