لو قرأنا القران سنجد ان أهم ما فيه هو حماية النفس البريئة من القتل ومن الفساد ومن الفتنة ومن الفاحشة فهي أهم حتى من الايمان بالله أو من التوحيد فقال جل جلاله:
﴿مِن أَجلِ ذلِكَ كَتَبنا عَلى بَني إِسرائيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفسًا بِغَيرِ نَفسٍ أَو فَسادٍ فِي الأَرضِ فَكَأَنَّما قَتَلَ النّاسَ جَميعًا وَمَن أَحياها فَكَأَنَّما أَحيَا النّاسَ جَميعًا وَلَقَد جاءَتهُم رُسُلُنا بِالبَيِّناتِ ثُمَّ إِنَّ كَثيرًا مِنهُم بَعدَ ذلِكَ فِي الأَرضِ لَمُسرِفونَ﴾ [المائدة: ٣٢]
وقال تعالى:
﴿لا يَتَّخِذِ المُؤمِنونَ الكافِرينَ أَولِياءَ مِن دونِ المُؤمِنينَ وَمَن يَفعَل ذلِكَ فَلَيسَ مِنَ اللَّهِ في شَيءٍ إِلّا أَن تَتَّقوا مِنهُم تُقاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفسَهُ وَإِلَى اللَّهِ المَصيرُ﴾ [آل عمران: ٢٨]
لاحظ ان النفس هي المحور الاساس في هذه الايات وايات اخرى كثيرة ولكن عندما نسمع الاصوات من السنة والشيعة وهي تنادي ان الارض اهم ممن عليها او ان الارض هي اقدس المقدسات او ان العقيدة والدين اقدس من النفس سنعرف ان هؤلاء ما هم الا دعاة للشيطان مخالفين لامر الله تعالى فالاصل انه لا قيمة للارض بدون النفس ولا قيمة للمقدسات بدون النفس ولا قيمة للوجود بدون النفس …
حتى الجهاد في سبيل الله تعني الجهاد في سبيل الانسان فالله تعالى لا يقدر احد على ايذاءه او حتى الوصول اليه فجملة في سبيل الله فالمعنى منها رمزي فعندما امرنا الله بالجهاد فكان الهدف الدفاع عن النفس البريئة المظلومة والقضاء على الفتن التي تؤذي هذه النفس البريئة فلا جهاد عسكري وانت لا تملك العدة والعتاد ولا تملك أمر نفسك قال تعالى:
﴿وَأَنفِقوا في سَبيلِ اللَّهِ وَلا تُلقوا بِأَيديكُم إِلَى التَّهلُكَةِ وَأَحسِنوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُحسِنينَ﴾ [البقرة: ١٩٥]
المحزن اليوم وانا اسمع الاخبار هو وصف كل شهداء فلسطين من قبل قادتهم السياسيين انهم كانوا ارقاما لانتصار تكتيكي انتصار وهمي يحاول ساسة القوم هناك ان يقدموه على انه نصر حقيقي، ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم …