الرد على اهل التراث

ابادة الايزيديين في كتب السنة والشيعة

هل يتفق السُنة والشيعة فقهيا على إباحة قتل الايزيديين كما اتفقوا على إباحة قتل الدروز؟ الجواب باختصار نعم، هل اتفاقهم هذا يطابق مُراد الله في القران أم لا؟ الجواب باختصار لا.

🎯 اولا: السُنة والشيعة في كتبهم يعتبرون الايزيديين (مرتدين مشركين كفار او ملاحدة) فهم كانوا مسلمين اصلا ثم ارتدوا او اشركوا او كفروا ويترجمون كتبهم بان الملَك طاووس هو شيطان فبعضهم يعتبرون الايزيديين من الذين يعبدون الشيطان مع ان الحقيقة ان الملَك طاووس هو ملاك نوراني باعتقاد الايزيديين وليس شيطانا …

🎯 ثانيا: تاريخيا من طبق ما موجود في الكتب واتجه الى ابادة الايزيديين هم السُنة وليس الشيعة لان السُنة كانوا متمكنين منهم (مع ان الشيعة لا يختلفون مع السُنة من باب اباحة قتلهم) …

🔴 الادلة من كتب وتاريخ السُنة:

1️⃣ فتاوى العهد العباسي والعثماني المبكر، ابن تيمية (661–728هـ) في كتابه “مجموع الفتاوى” (ج28 ص 482) صنّف الإيزيديين ضمن “المرتدين الخارجين عن دين الإسلام” وأفتى بقتالهم إن لم يسلموا. فوصفهم بأنهم “أقرب إلى المشركين من أهل الكتاب” وهذه الفتاوى أصبحت مرجعا لكثير من الفقهاء اللاحقين في تبرير حملات القتل والسبي.

2️⃣ حملات بدر الدين لؤلؤ (والي الموصل – القرن 13م)، المؤرخ ابن الأثير في كتابه الكامل في التاريخ أشار إلى حملات عسكرية ضد الإيزيديين بأمر شرعي باعتبارهم “زنادقة وعبدة إبليس”، تم قتل المئات وأُحرقت معابدهم.

3️⃣ فتوى السلطان العثماني سليمان القانوني (1534م)، وثّقت بعض المصادر العثمانية أن السلطان أصدر أمرا دينيا باعتبار الإيزيديين “كفارا” وأباح دماءهم وأموالهم، مما أدى لحملات قتل واسعة في شمال العراق وهذه الفتوى اعتمدت على رأي فقهاء البلاط بأن الإيزيديين “لا كتاب لهم ولا نبي”.

4️⃣ فتوى الشيخ حسن الجبوري (والي الموصل – القرن 17م)، ذكرت كتب التاريخ المحلي أنه أفتى بجواز قتل الإيزيديين وسبي نسائهم وأطفالهم بحجة الردة عن الإسلام، هذه الحملة عُرفت باسم “حملة الفتاوى السوداء”.

5️⃣ الحملات الوهابية (القرن 18–19م)، مع توسع النفوذ الوهابي، اعتُبر الإيزيديون “مشركين مرتدين” وجرت ضدهم حملات مشابهة لتلك التي استهدفت الشيعة والصوفية.

6️⃣ فرمانات (أوامر إبادة) الدولة العثمانية – القرن 19م، بين 1830 و1870 صدرت أكثر من 70 فرمانا عثمانيا بحق الإيزيديين. الفتاوى كانت تستند إلى آراء بعض فقهاء السُنة الذين وصفوا الإيزيديين بـ”الملاحدة”. المؤرخون الإيزيديون يوثقون مقتل عشرات الآلاف وسبي النساء في هذه الفترة.

7️⃣ فتاوى محلية في القرن 20، بعض فقهاء الموصل وكردستان أصدروا فتاوى تمنع “التعامل مع الإيزيديين” إلا إذا أسلموا، مستندين لآراء قديمة من فقهاء الحنابلة والشافعية واستُخدمت هذه الفتاوى كمبرر للعنف والتمييز الاجتماعي ضدهم حتى وقت قريب.

🔴 الادلة من كتب وتاريخ الشيعة:

1️⃣ أغلب فقهاء الشيعة لم يذكروا الإيزيديين بالاسم، بل صنفوهم ضمن: “المرتدين الفطريين”: إذا اعتُبروا في الأصل مسلمين ثم “ارتدوا” وبعضهم وصفهم بـ “الكفار الأصليين”: إذا اعتُبروا غير مسلمين من الأساس بلا كتاب سماوي والنتيجة في كلا التصنيفين: عدم اعتبارهم من أهل الكتاب، وبالتالي تنطبق عليهم أحكام الحرب والجزية أو القتل إن رفضوا الإسلام.

2️⃣ أمثلة من كتب الفقه الشيعية، المحقق الحلي (602–676هـ) في كتاب شرائع الإسلام (ج1 ص292): “المرتد الفطري يقتل ولا تقبل توبته… والكافر غير الكتابي يُخيّر بين الإسلام أو القتل.” (الإيزيديون يُدرجون في هذا التصنيف كغير كتابيين)

3️⃣ العلامة الحلي (648–726هـ) في تذكرة الفقهاء (ج9 ص8): “الكفار الأصليون إن لم يكونوا أهل كتاب، يُقاتَلون حتى يسلموا أو يقتلوا.” (بعض شروح هذا النص صرحت أن “الزنادقة والحرابية وعبدة الأوثان” يدخلون فيه، وغالبا ألحق الإيزيديون بهذا الوصف).

4️⃣ الخميني في تحرير الوسيلة (ج1 ص282): “الكفار غير أهل الكتاب… يجب دعوتهم للإسلام، فإن أبوا قوتلوا.”
(مما يشمل الإيزيديين في التطبيق الفقهي الحديث)

5️⃣ روايات شيعية تصف “الزنادقة”، وردت روايات عن الأئمة تصف طوائف غير كتابية بـ”المشركين” أو “الزنادقة”، وأجازت قتالهم، ومن هنا استُنتج إدراج الإيزيديين في نفس الخانة.

6️⃣ تاريخيا، بعض الحكام الشيعة (مثل بعض أمراء الدولة الصفوية) لم يشنّوا حملات إبادة ضد الإيزيديين كما فعلت الدولة العثمانية، لكن الفقه المكتوب يظل مشابها في الحكم النظري (تكفير وعدم اعتبارهم أهل كتاب).

🎯 أما موقف القران من المرتدين فليس هناك اي اية في القران تبيح قتلهم اطلاقا بل يكون الامر بيننا وبينهم هو الجدال بالتي هي احسن قال تعالى:

﴿ادعُ إِلى سَبيلِ رَبِّكَ بِالحِكمَةِ وَالمَوعِظَةِ الحَسَنَةِ وَجادِلهُم بِالَّتي هِيَ أَحسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبيلِهِ وَهُوَ أَعلَمُ بِالمُهتَدينَ﴾ [النحل: ١٢٥]
اما عن قتل الكفار او المشركين او غيرهم فالقران لم يبح قتل الكافر او المشرك لكفره او شركه فالقران اباح القتل في موضعين فقط:

👈 الاول: قتل القاتل بعد اقامة الحجة قال تعالى:

﴿وَلا تَقتُلُوا النَّفسَ الَّتي حَرَّمَ اللَّهُ إِلّا بِالحَقِّ وَمَن قُتِلَ مَظلومًا فَقَد جَعَلنا لِوَلِيِّهِ سُلطانًا فَلا يُسرِف فِي القَتلِ إِنَّهُ كانَ مَنصورًا﴾ [الإسراء: ٣٣]
👈 الثاني: قتل المهاجم المعتدي بالسيف بغض النظر عن دينه قال تعالى:

﴿وَقاتِلوا في سَبيلِ اللَّهِ الَّذينَ يُقاتِلونَكُم وَلا تَعتَدوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ المُعتَدينَ﴾ [البقرة: ١٩٠]
وامرنا ان لا نبدأ القتال كما في الاية اعلاه وامرنا ان ننهي القتال ما دام الطرف الثاني اوقف اعتدائه علينا فقال جل جلاله:

﴿وَإِن جَنَحوا لِلسَّلمِ فَاجنَح لَها وَتَوَكَّل عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّميعُ العَليمُ﴾ [الأنفال: ٦١]
رحم الله اموات الايزيديين والعن اللهم ظالميهم ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم

اظهر المزيد

اسامة امين

مسلم اعيش في امريكا مهتم بتدبر كتاب الله والرد على اهل التراث من سنة وشيعة وملحدين والذين اضلوا الناس نرجو الله لهم بالهداية، خريج كلية الفنون الجميلة جامعة بغداد سنة 2008 اب لطفلين يونس وفطومة ناشط مدني ولي مقالات كثيرة ومناظرات ادعو الناس فيها الى ترك الخرافة والرجوع الى كلام الله ودينه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى